كتب: كريم رمزي- شهدت أوروبا في الأعوام الأخيرة السابقة طفرة هائلة في الفكر التدريبي خاصة بعد الدفع بعدد كبير من المدربين الشبان بقصد أن توسع الدائرة المغلقة على عدد معين من المدربين الذي يتناوبون على تدريب كل أندية أوروبا ومنتخبتها منذ أكثر من عشرون عاما.
شهدت هذه الطفرة العديد من الشبان أبرزهم يورجن كلينسمان (44 عام) خبرة تدريبية (4 أعوام) و ماركو فان باستن (44 عام) خبرة تدريبية (4 أعوام) و بواكيم لوف (42 عام) خبرة تدريبية (3 أعوام) وجورج هاجي (43 عام) وخبرة تدريبية (عامين) وغيرهما الكثير بالإضافة لأكثرهم نجاحا البرتغالي جوزيه مورينيو صاحب الـ (45عام) وخبرة تدريبية (8 أعوام) الذي حصل مع ناديه السابق تشيلسي الانجليزي على بطولتين للدوري وبطولتين لكأس "الكارلنج كب" وقبلها فاز مع بورتو البرتغالي على لقب لدوري أبطال أوروبا وأيضا لقب كأس الاتحاد الأوروبي بالإضافة لبطولات الدوري والكأس والسوبر البرتغالي وبالرغم من ذلك تم إقالته الموسم الماضي من تدريب نادي تشيلسي بعد خلافات مع رئيس النادي الانجليزي الملياردير الروسي ابراهموفيتش.
وأيضا لا نغفل الهولندي فرانك ريكارد (46 عاما) وخبرة تدريبية (6 أعوام) المدرب السابق لنادي برشلونة الأسباني والذي حقق مع الفريق الكتالوني بطولتين دوري وبطولة دوري أبطال أوروبا ولكن فشل تماما في أخر موسمين في حصد أي بطولة للفريق الكتالوني مما استدعى إدارة برشلونة للاستغناء عن خدماته وبالرغم من انجازات نجم ميلان السابق مع البارسا إلا أن معظم نقاد وكتاب أوروبا واسبانيا قد برروا هذا الانحدار في مستوى الفريق بقلة خبرة ريكارد التدريبية لأنه لم يستطع المحافظة على كيان ثابت وقوي لفريقه والسيطرة على لاعبيه حتى يمضي قدوما والاستمرار في حصد البطولات.
هذا بالإضافة للعديد والعديد من مدربين شبان استطاعت بهم أوروبا كالعادة أن تكون رائدة وتأخذ بلاعبين نجوم داخل المستطيل الأخضر لتصنع منهم نجوما يديرون هذا المستطيل الساحر.
الفكر التدريبي في الدفع بالشباب في الإدارة الفنية والتي تبنته أوروبا وبدأت كل دول العالم سواء داخل أوروبا أو خارجها في المضي قدما نحو الاستفادة به يرى أنصاره أن أهم ما يميزه هو القدرة الكبيرة لهؤلاء الشبان في التواصل مع اللاعبين لتقارب السن بالإضافة لاستطاعتهم في خلق فكر تدريبي جديد غير تقليدي قديم ومعتاد.
ولكن وبالرغم من ظهور عدد كبير من هؤلاء الشبان نجح قليل منهم وحاول أخريين وفشل أخريين إلا إنهم لم يستطيعوا فرض كلمتهم على كل البطولات الكبرى هذا العام فإذا صنفنا البطولات الكبرى عالميا دون ترتيب هم ( دوري أبطال أوروبا – كأس الإتحاد الأوروبي – كأس الأمم الأوروبية _ بالإضافة لكأس العالم كبرى البطولات).
ففي بطولة دوري أبطال أوروبا فاز المخضرم الاسكتلندي السير اليكس فيرجسون صاحب الـ (68 عام) وخبرة تدريبية (34 عام) مع مانشيستر يونايتد ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد الفوز في المباراة النهائية على نادي تشيلسي بضربات الجزاء الترجيحية.
وفاز الهولندي ديك أدفوكات صاحب الـ (61 عام) وخبرة تدريبية (22 عام) مع زينيت سان بطرسبرج الروسي ببطولة كأس الإتحاد الأوروبي بعد الفوز في المباراة النهائية على فريق رينجرز أتليتك الاسكتلندي بهدفين نظيفين.
وأخيرا فاز المخضرم الأسباني لويس أراجونيس صاحب الـ (70 عام) وخبرة تدريبية (33 عام) ببطولة كأس الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده بعد الفوز في المباراة النهائية على الماكينات الألمانية بهدف نظيف.
هذا بالإضافة لفوز الايطالي مارتشيلو ليبي صاحب الـ (60 عام) وخبرة تدريبية (24 عام) بأخر كأس عالم عام 2006 مع الازوري بعد الفوز على نظيره الفرنسي بضربات الجزاء الترجيحية.
كل ذلك وضع أوروبا وبالتبعية كل دول العالم في محك خطير في كسب الرهان على هؤلاء الشبان فبالرغم من صغر أعمارهم إلا أن كل النقاد الرياضيين في العالم قد اتفقوا على أن هؤلاء الشبان (نفسهم مازال ضعيف تدريبيا) فهم لا يستطيعوا الاستمرار في الفوز في المواقف الصعبة والبطولات الكبيرة ومواجهة كل المواقف.
ولكن كل هذا لا يمنع ان هناك من أثبت جدارة كبيرة تؤهلوا لأن يكون من أفضل المدربين في العالم في الفترة القادمة مع قليل من الخبرة لاسيما الهولندي فرانك ريكارد الذي حقق العديد من الانجازات مع نادي برشلونة والبرتغالي جوزيه مورينيو الذي قال عنه الأسطورة السير بوبي روبسون " قال لي مورينيو بأنه يريد أن يكون مدرباً أساسياً، وشعرت بأن يوماً من الأيام بأنه سيكون مدرباً عظيماً".
في النهاية فاز المدربين المخضرمين بكل البطولات الكبرى عام 2008 ومازال الشبان يلملمون أوراق اعتمادهم بقوة فهل ستشهد الأعوام القادمة تطور كبير في هذا الفكر الذي يعتمد على الشباب في التدريب ونرى انتصارات كبيرة حقيقية بعقولهم الفنية أم سيظل هيمنة المخضرمين على البطولة الكبيرة تاركين للشباب فقط فرصة المحاولة؟