... جلموديات ... على الطريق .

لقد ورثة من جدي رقاعا و ريشة و محبرة , فتراني أدون فيها ما يختلج في وجداني من احساس وشعور ..
وإن فاضت القريحة دونت ما فاض على السطور ..
فغابتنا بمنظرها الزاهي .. وعطرها الباهي .. وجوها الراهي .. من أهم مقومات كتابتي .
ولا أنسى العم حكيم , فحكمه لها من رقاعي نصيب .

وإليكم شيئا مما كتب على الرقاع :.

إن من عاش في هذه الدنيا أحقاب .. ومر على مرحلة الزهور والشباب .. لبس من الصحة والعافية أجمل الثياب ..
وخالط جمعا من الرفقة والأصحاب .. وحزم الأمتعة مسافرا ليزيل الإكتآب ..

فسيرى فرقا من الأجناس والطباع .. كفرق الساق والذراع .. فهناك من اخلاقه لاتشترى ولا تباع ..
وهناك من أزيل عن وجهه الماء والشراع .. وهناك من هو يؤوس بؤوس كأنما أذن لقيام الساعة الداع .. و ... و ... إلخ.
فشتان بين الذئاب والظباع ..

فالفروق بين الناس جلية .. لاأعني فروقا دينية إيمانيه .. وإنما فروقا تربوية اخلاقية ..

فهذا من تستبشر إذا رأيته .. وتسعد إن حضرت مجالسته .. إن أكرمته ملكته .. نعم العمران إذا عمرته ..

وذاك إذا اتفقنا تفرد .. وإذا اجتمعنا تشرد .. وإذا اكرمته تمرد ..

تلك هي أشكال الناس واصنافها , وكل بما حباه الله .. والطيور تقع على أشكالها , ولا ريب أن الكمال لله ..

وإن من دواعي نزف القلم .. واسترسالي من بداية الكلم ..

صاحب طبع رديئ .. تراه بالمعلومات مليئ .. محسن ولا يسيئ .. هو الصواب والخطأ منه بريئ ..
ذا هو رأيه في نفسه فياله من جريئ ..

إذا مشى تبختر .. مقدم ولا يتقهقر .. كأنه في غابتنا الغضنفر ..

إن نطق قلت أفصحهم .. وإن تكلم أبلغهم .. وإذا حكم أعلمهم ..

جمع كما من العلوم والأبواب .. فلا تجد فنا إلا ويتكلم فيه بإسهاب .. يحسبه الجاهل فيها أفنى الشباب ..
إن سألته على الفور أجاب .. من دون ماشك وارتياب .. محال أن يخالف الصواب ..
إفهم مامضى بخلافه وكن ذا بديهة واستيعاب ..

تراه منتصب القامه .. وقد ثبت بالعقال العمامة .. إذا جالسته كأن فوقي جبال تهامة .. إن سألته حققت مرامه ..
ورفعت في نفسه مقامه .. وسيسدل بلا يب لك اهتمامه ..

وإن سار في كلامه وخالفة الطريق .. فسيفتح ملف وتحقيق .. وسيكثر عليك الثغاء والنهيق .. وسيكون منظر بلاتعليق ..

فحذاري حذاري أن تخالفه .. وإن كانت واضحة كاشفه .. فهو يعتبرها محاتفه .. وإعتراضك مجازفه ..

بئس الصاحب إن صاحبته .. والرفيق إذا رافقته .. وبئس المجالس إن جالسته ..

-- فهل عرفتم صاحب هذا الطبع ؟! --

إنه ذاك الرجل -- الــفـهــامـــهـ -- إن صح التعبير ,.

كم تسوئني رؤيته .. وبغض شخصيته .. فمن رآه وجالسه ليس كمن سمع حكايته ..

----------------




... جلمود ... ...........................................................